by Stéphanie Vidal, originally published in Slate.fr, Oct 9th 2015

مدافع على المستوى العالمي عن الانترنت الحر و ثقافة المصادر المفتوحة "Open source" , محتجز منذ ثلاث سنوات و نصف من قبل نظام بشار الأسد، و قد تم نقله مؤخرا من سجن عدرا نحو اللامعروف.

باسل خرطبيل، 34 سنة، مدافع شرس عن شبكة عنكبوتية حرة و مشجع ثقافة المصادر المفتوحة. تم احتجازه بيوم 15 آذار 2012 في سجون النظام السوري لبشار الأسد. و حسب رأي مجموعة نشطاء اشتغلوا على موضوع الاعتقال التعسفي في دورته ال 72 و التي تم انعقادها في جنيف في نيسان 2015، فإن اعتقاله تم نتيجة "ممارسته لحقه في حرية التعبير و دعوته لاستعمال غير مقيد للإنترنت".

نقل باسل يوم 3 تشرين الأول 2015 من سجن عدرا المتواجد شمال شرق مدينة دمشق، والذي كان محتجزا فيه منذ كانون الأول لسنة 2012، إلى وجهة مجهولة، ربما لكي تتم محاكمته. متهم دون أي أدلة موثوقة ضده، لقد أضحى باسل اليوم في خطر أكثر من أي وقت مضى.

مهندس برمجيات و مطور ويب معترف به دوليا لمساهماته في كبريات مشاريع المصادر المفتوحة كال موزيلا فاير فوكس، ويكيبيديا و كرياتيف كومونس، شارك باسل في أعمال محلية مؤسسا بذلك الآيكي لاب ب دمشق (Aiki Lab) ، و هو مكان خصصه للممارسات الفنية الرقمية وتعليم التكنولوجيات التعاونية.ونتيجة أعماله، تم إختياره من قبل موقع Foreign Policyالشهير ( المساند لموقع Slate) حيث حظي بالمركز 19 في ترتيب المفكرين العالميين لسنة ال 2012، و نال أيضا في سنة ال 2013 جائزة الحرية الرقمية على الرقابة (Index on Censorship) ، منظمة عالمية مدافعة عن حرية التعبير منذ 1972

سجنه و نقله مؤخرا يقلقان جدا نشطاء حقوق الإنسان و المدافعين عن الحريات و الحق في التعبير عن الرأي و الفكر.

و قد نقل عن مديرة ال Electronic Frontier Foundation عقب تفشي الفاجعة، التغريدة الآتية عبر التويتر :

" ندرك أن توقيع العرائض لن يقنع سوريا أو ايا كان، و لكنها الوسيلة الوحيدة التي نملكها في الوقت الراهن. ساعدونا لإيصال صوتنا لإنقاذ حياة باسل و ضمان سلامته "

We know petitions won't convince Syria (or anyone) but it's all we've got. Please help get the word out so Bassel stays safe.

— Chillian J. Yikes! (@jilliancyork) 3 Octobre 2015

في اقل من 140 حرف، استطاعت جيليان ان تشير الى حقيقتين : اولهما السكوت المخيف للحكومة السورية عن ملف إطلاق سراح باسل خرطبيل، و اهتمام مستخدمي الانترنت لمصير المعتقلين. و في هذا الخصوص أكدت إيناس عثمان، منسقة القسم القانوني لمؤسسة الكرامة و هي منظمة غير حكومية مكلفة بالتنسيق بين ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي و آليات الأمم المتحدة، لا مبالات السلطات السورية قائلة :

" تم اتخاذ إجرائات من طرف الأمم المتحدة في كل من 2012 و 2014، و لكن دون جدوى حيث أن السلطات السورية لم تستجب لأي من المبادارت المتخذة. في نيسان الماضي، قامت المجموعة المسؤولة عن الاعتقال التعسفي بالدعوة إلى إطلاق سراح باسل، و لكن لا حياة لمن تنادي.

إنه لمن الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بالدعوة إلى تنفيذ هذه القرارات المؤكدة بوضوح أن أبسط حقوقه الأساسية لم تحترم : فقد تم توقيفه و احتجازه سرا، و تعذيبه و تقديمه أمام قاضي عسكري وفق اتهامات باطلة.

يوم السبت، تلقينا خبر نقل باسل من سجن عدرا إلى وجهة غير معلومة و لا أحد يعرف شيء عنه في الوقت الحالي، و بالتالي قمنا بالاتصال بالفريق الأممي المسؤول عن الاختفائات القسرية آملين في تلقي رد من السلطات.عندما لا يتم احترام ابسط الحقوق، فلا يمكن إلا العيش في انتظار أمل. مما يقودنا نحو ثاني نقطة ألا وهي مشاركة المعلومة، و بالتالي فكلما تمت مشاركتها و كانت متواجدة على الانترنت، كلما اصبح تحقيقها اقرب للواقع. إذا كان التزام باسل خرطبيل بالنضال من أجل انترنت حر قد قاده خلف قضبان السجن، فإن اهتمامنا بالقضية، نحن مستعملو الانترنت،

من شأنه رفع الغطاء عن وضع باسل و كذا التعريف بقضيته لكي يعرف العالم أنه في سوريا، يمكنك أن تضع نفسك و حياتك في خطر فقط لأنك استعملت هاتفا ذكيا و لأنك تعرف كيفية إستخدام الإنترت .

التشبث بالحياة في عدرا تحت القنابل.

إن محاولة سرد قصة باسل في السنوات الخمس الأخيرة، كمحاولة تفكيك ألوان لوحة سوريا مدمرة. ففي بدايات الثورة أي ما بين 15 آذار و 18 آذار كانت ما سميت بمظاهرات " الجمعة " التي سرعان ما تم قمعها إلى أن تحولت تدريجيا إلى مواجهات مسلحة قادت إلى أكثر من 240000 قتيلا و ملايين النازحيين و المهجرين.

Bassel Khartabil, le 5 juin 2010. Joi Ito via Flickr CC License by.

و لظروف أجبرته على البقاء، فإن باسل خرطبيل يعد من السجناء التي لا طال ما صعب عدهم : 8000 معتقل منهم 600 مرأة فقط في سجن عدرا، أي ما يناهز ثلاث مرات قدرة السجن على الإستيعاب.

سجن عدرا يستقبل كل أنواع السجناء، من مهرب ومستهلك المخدرات، إلى القاتل و السارق إلى أسامي معتقلين داع صيتها خارج الحدود السورية لما مثله إلتزامهم و نضالهم من أجل حرية التعبير. مازن درويش مثلا، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، و الذي تم إعتقاله في شباط 2012، أي تقريبا شهر قبل اعتقال باسل، و قد أطلق سراحه مؤقتا في يوم 10 آب 2015 قبل أن يبرأ من تهمة نشر معلومات عن أعمال إرهابية.

من جهته فإن باسل متهم أمام المحاكم العسكرية مما جعله غير مستفاد من العفو السياسي العام لشهر حزيران 2014، و الذي و رغم غياب شفافيته، يبقى سببا في إسقاط التهم ضد بعض الناشطين السلميين.

في وقت تواجده في سجن عدرا، سيطرت إحدى مجموعات الثوار المسلحة و المعروفة بجيش الإسلام على بنايتين منه في 12 أيلول الماضي. فأصبح هذا التاريخ رمزيا لكون عيد ميلاد الرئيس بشار الأسد ال 50 في اليوم الذي يليه.

و نتيجة لهذه الأحداث، وجد السجناء نفسهم تحت قنابل جيش النظام و الثوار الذين يريدون تحرير السجن. إستطاع باسل البقاء على قيد الحياة رغم تواصل إطلاق النار، إلا أن عشرات السجناء لقو حتفهم و جرح منهم المئات.

مرة أخرى و عندما يتعلق الأمر بسوريا، يصعب الوصول إلى المصادر، فتضل الأرقام تقريبية فقط، و الكلمات يخنقها الخوف و بطئ الاتصالات و التي غالبا ما تكون تحت المراقبة. و كما أكد المحامي Benoit Huetفي مقال لجريدة Liberation، فإن الحرب في سوريا قد أصبحت حرب إعلامية بامتياز داخل عالم متصل و متواصل فيما بينه، متسائلا عن من يقف وراء إدارة هذه الأخيرة.

على المستوى الدولي، هذه الحرب الإعلامية تمنعنا من رؤية واقع الصراع الدائم الحضور إعلاميا لشدة تعقيده. و لكن في نفس الوقت، لا يجب على هذه الحرب أن تنسينا الحرب المعلوماتية و التي داع صيتها محليا، ففي قلب سوريا، المعلومات الشخصية و المحتويات المنشورة على المواقع الاجتماعية تستخدم كأسلحة.

الهواتف الذكية السورية، تبث الخوف في جيوب حامليها

الانترنت و خاصة المواقع الاجتماعية متل الفيسبوك، أدوات اتصال تحظى باستعمال كبير من قبل الشعب السوري من أجل توثيق ثورة ال 2011 و قمع النظام الدامي.

الوثائقي " سوريا : في قلب الثورة السرية و الذي تم بثه على قناة ال BBC في 26 أيلول 2011، يتضمن بعض الفيديوهات و التي و بعد بثها على الإنترنت جعلت المجتمع الدولي مدركا لثورة الشارع السوري.

Un homme photographie un immeuble bombardé par les forces de Bachar el-Assad, le 15 juin 2014 près de Damas. REUTERS/Mohammed Abdullah.

و للتذكير فلا الإنترنت كان مسموحا في سوريا و لا مواقع التواصل الإجتماعي كالفيسبوك. إلا أنه وقت تولي بشار الأسد الحكم بعد موت أبيه حافظ الأسد في حزيران 2000، قام بشار بالظهور كمصلح المجدد مثبتا ذلك بانفتاحه اقتصاديا و سياسيا و ذلك بالسماح باستخدام الإنترنت. و لكنه و لكونه مدركا لقوة الشبكة فقد قام بحظر أهم مواقع التواصل الاجتماعي سنة ال 2007 و ثم موقع ويكيبيديا في ال 2008.

فمنذ البداية كانت كل المواقع مراقبة، إذ أكد وليد صقر، و هو ضابط أمن سابق أمام كاميرا مشعل حسين، في حلقته الثانية من وثائقي " كيف غير الفيسبوك العالم العربي : الربيع العربي " إجبار كل زوار مقاهي الإنترنت إلى عرض هوياتهم بالإضافة إلى حفظ كل ارشيفهم على الإنترنت.

و في شباط 2011، سمح بشار الأسد بفك الرقابة عن مواقع التواصل الإجتماعي كالفيسبوك و اليوتوب و تويتر. إلا أن هكذا قرار كان مقلقا، حيث بدا أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت أسهل طريقة و أضمنها للحكومة من أجل مراقبة مواطنيها و تجميع أكبر قدر من المعلومات عن كل من سولت له نفس معارضتها.

لقد مكنت مواقع التواصل الاجتماعي السوريين من التعبير عن ما كان يخالجهم بتحريرهم نوعا ما، إلا أن الحكومة استغلت الفرصة و استخدمتها ضد الشغب حيث تمكنت من رصد كل معارض محتمل ضد نظام دمشق و كل من كانت له مهارات إعلامية ومعلوماتية.

Dana Trometer، باحثة و منتجة للوثائقي الذي تم ذكره أعلاه أحست بمرارة هذا الواقع :" لقد التقيت أناس من أجل كل فلم صورته في ما يخص العالم العربي لكن و في سوريا خاصة، كان كل من استجوبته مضطرا للفرار و الهروب أو سريعا ما يختفي عن الأنظار بعد استجواباتنا "

و ليومنا هذا يحكي اللاجئون أنه و في طريق هجرتهم من الخطر جدا حمل هاتف ذكي لاحتمال توقيفهم و تفتيشهم على حواجز النظام أو الدولة الإسلامية مطالبين إياهم بكلمات سر حساباتهم على الفيسبوك لمعرفة آرائهم السياسية.

باسل خرطبيل كان يقول أنه في سوريا، حمل هاتف نقال كان أخطر من حمل قنبلة نووية.

فعمله كمطور مضمون الويب، و نضاله من أجل إنترنت حر، كان يمنعه من التخلي عن أجهزته الإلكترونية. ففي 31 كانون الثاني 2012، أسبوعين قبل اعتقاله، غرد بما يلي على حسابه على تويتر :

"لا يغادر بلده كل من كان معرضا للخطر، فوراء تعرض كل واحد للخطر سبب يمنعه من المغادرة"

the people who are in real danger never leave their countries. they are in danger for a reason and for that they don't leave #Syria

— Bassel Safadi (@basselsafadi) 31 Janvier 2012

الرغبة في إنشاء "Project Palmyra" و ال AikiLab

دوره كممثل ل "Creative Commons" في سوريا، و مشاركته عالميا في ثقافة الحرية، كانت تسمح له بالسفر خارج البلاد، إلا أنه كان دائما ما يعود إلى بلده. و في بولونيا و حيث تم إنعقاد قمة Creative Commonsفي أيلول 2011، قام صديقه جون فيليب، و الذي أصبه منذ حينها صاحب حملة #حررو_باسل، بترجيه في أن لا يعود إلى سوريا لأنه يخاطر بحياته و قد ينتهي بهالمطاف بالسجن.

يتابع فيليب قائلا :" حاول باسل أن يطمئنني بأنه لا شيء من هذا القبيل يمكن أن يحدث، لأنه و بكل الأحوال كان له أصدقاء و عائلة و حب هناك، و أنه لا يمكنه البقاء بعيدا عنهم. لقد بكينا لقساوة الوضع، لكن سرعان ما ضحكنا و نحن نتحدث عن أحلامنا و رغبتنا في تغيير العالم. و في اليوم التالي ودعته من شباك غرفتي و هو مغادر في سيارة تكسي و كانت هذه آخر مرة أراه فيها قائلا لنفسي أنه سوف يتم توقيفه عند نزوله من الطيارة فورا "

بعد رجوعه إلى سوريا، لم يطل باسل أي ضرر إلا أنه تابع فعالياته محليا، و لكون أغلب البرامج محظورة قام باسل بتأسيس ال "AikiLab" و هو مقر ثقافي لقرصنة البرامج و إعادة الوصول إليها.

فنانون، أساتذة، صحفيون و آخرون لا طالما قضو معظم وقتهم بين حيطان المقر حسب شهادة دينو أحمد علي،حيث كان المقر عبارة عن شقة كبيرة مكونة من غرفتين يمكن لأي واحد أن يشتغل فيهما و ينام في حال ما طالت المهمة، أو أن يشرب فنجان قهوة أو قنينة جعة باردة من أجل الإسترخاء. كان صالون الشقة غالبا ما يخصص للإجتماعات ذات حضور مهم كمؤسس موزيلا" ميتشيل باكر " و رئيس ال "MIT Media Lab" جوي إيتو

دينو أحمد علي، و باسل خرطبيل كانو زملاء عمل في دار تحرير تدعى الأوس على موقع "Discover-Syria.com" و الذي يقترح مجموعة معلومات ثقافية على سوريا، حيث كان باسل مدير تقنيا و دينو مديرا فنيا. لقد شارك باسل من أجل نفس الشركة و لعدة سنوات في مشروع لطالما حلم به و هو مشروع تدمر. على قرص كان هذا المشروع يمكن من زيارة وهمية للمدينة القديمة كاملة الترميم بتقنية 3D إنطلاقا من وثائق علمية و أركيولوجية. يقول جورج دحدوح و الذي التحق بالفريق بعد بضع شهور كمسؤول تصميم : " في البداية كان باسل مكلفا بالبرمجة فقط، و لكن و لكونه متعدد المهارات فقد استطاع أن يتعلم استخدام برنامج مايا و تصميم تصاميم بتقنية ال 3D، كما أنه استطاع استخدام محرك اللعبة من أجل إعداد تصميم الزيارة الوهمية بتقنية ال 3D و اشتغل مع كل من أفراد الفريق و في كل المجالات باستثناء فريق حقوق النشر و البحوث و الذي كلفت به مجموعة باحثة في المصادر التاريخية تقوم باستجواب علماء الآثار "

إن مشروع تدمر موجه لكل أنواع المستعملين، لأن من شأنه تكوين موسوعة رقمية عن المدينة الأثرية بمساعدة مجموعة متخصصين في علم الآثار و علماء التكنولوجيا الجديدة. خالد الأسعد، مدير الأيقونات العتيقة لتدمر من 1963 إلى 2003، و الذي كان صديقا لباسل كان من ضمن علماء الآثار الذين ساهمو في المشروع. و في 18 آب الماضي، تم إعدام هذا الأخير من قبل الدولة الإسلامية قبل تعليق جسده في الشارع لتملأ صوره مواقع التواصل الإجتماعي.

و لأن هذا المشروع لم يرى الضوء إلى يومنا هذا، فقد قرر أعضاء حملة #حررو_باسل إحيائه و ذلك بإطلاق حملة #NEWPALMYRA، و هي مجموعة صغيرة على الإنترنت و خزان بيانات من أجل رد الإعتبار لعمل باسل. هذا المشروع مدار من قبل باري ثرو و هو فنان رقمي و مدير برامج لشركة أوبسكورا و التي قامت مؤخرا بالمساهمة في إنتاج فيديو عن مبنى إمبايرستيت. وراء هذا المشروع إرادة في تحسيس الرأي العام و ذلك عبر بث صور لأنواع معرضة للإنقراض على سطح إحدى أطول ناطحات سحاب نيو يورك، و أيضا من أجل التحسيس بخطورة التغير المناخي و جعل العالم الرقمي يخدم قضية سوريا مهددة.

"لطالما كانت تدمر محطة مهمة في تنقل التجار و الثقافات، و بمشروع #NEWPALMYRA، فنحن نقف ضد تدمير كنوز أثرية من قبل داعش و تدميرها لحلم رجل شهم مثل باسل خرطبيل. نتمنى أن يلقى هذا المشروع اهتماما و يسلط الضوء على عمله و يساهم في إطلاق سراحه"

مدني يحاكم في محكمة عسكرية

و هو مغادر لعمله المتواجد بالمزة بدمشق، تم اعتقال باسل خرطبيل بتاريخ 15 آذار 2012 من قبل رجال الفرقة 215، إحدى فرق المخابرات العسكرية الدمشقية. و بعد استجوابه و تعذيبه لمدة خمسة أيام، تمت مرافقة باسل إلى منزله ليتم احتجاز كل معداته و مفاتهالإلكترونية و تم إحتجازه سرا لمدة 9 أشهر. وصلتنا أخبار نقله إلى الفرقة 248 للمخابرات العسكرية ثم إلى سجن عدرا حيث قضى ثمانية أشهر من العزلة و تم تقديمه أمام المحكمة العسكرية بتاريخ 9 كانون الأول 2012.

تقول نورا غازي، و هي محامية و ناشطة في مجال حقوق الإنسان و التي تمت خطبتها مع باسل أيام قليلة قبل إعتقاله : " المحكمة العسكرية متخصصة في جرائم الحرب، حيث تخضع لسلطة وزارة الدفاع و ليس وزارة العدل. تتم المحاكمات العسكرية سرا إذ يمنع على المتهم حضور محامي. الأحكام المصدرة البا ما تكون صارمة حد الإعدام و يقون تطبيقها فوريا مانعة بذلك أي إعادة نظر فيها . و منذ أحداث 2011، استهدفت المحكمة العسكرية نشطاء مسالمين مثل باسل و أنس و صلاح شغري و آخرين. و هذا انتهاك صريح للقانون، للدستور و للمرسوم المؤسس لهذه المحكمة" .

مدني دون محامي، متابع من قبل محكمة عسكرية، رأى باسل خرطبيل نفسه أمام محاكمة لم تتجاوز بضعة دقائق لعدم توفر أدنى دليل يدينه، تم نقله بعدها مباشرة إلى سجن صيدنايا المعروف بوحشيته لدى النظام. و من صيدنايا إلى عدرا، استطاعت عائلة باسل زيارته بتاريخ 26 كانون الأول 2012 و كان في حالة جسدية و نفسية مزرية. سمح لباسل بتزوج نورا غازي داخل السجن بتاريخ 7 كانون الثاني 2013 و ظل هناك إلى تاريخ 3 تشرين الأول 2015. و حسب رسالة تم نشرها في نفس اليوم على صفحة زوجته نورا، فقد تم نقله نحو وجهة مجهولة و يبدو أنه قد نقل إلى المحكمة المدنية للشرطة العسكرية في حي القابون. لا خبر عن مكان تواجد باسل مما جعل محيطه قلقا جدا.

لا شك أن مطور الويب و الأستاذ و الناشط المسالم باسل يعيش الآن ظروف قهرية لا تحتمل قادته إليها قناعاته بالنضال السلمي. و لا تنسو أن بحوزة كل منكم هاتفا نقالا.

For questions, please email [email protected]

Creative Commons License This work is released under CC0